"فلسفة البكالوريا 2025: لماذا صدمت المواضيع الجميع؟ من المسؤول… الفلسفة أم العقل العربي؟"
العقل بين سجنه وتحرره: مقاربة فلسفية في ضوء كارثة البكالوريا حين نُقوّض الفكر، نقتل الفلسفة. وحين نُقصي الفلسفة، نُطفئ النور الذي يهتدي به الإنسان في ليله العقلي. هذا ما حدث — ويا للأسى — في امتحانات البكالوريا الأخيرة في الجزائر، حين تصادمت عقول آلاف الطلبة بجدار موضوعات فلسفية لم يكونوا قد أعدّوا لها فكراً، بل حُقنوا بتوقعات أساتذة — مهما كانت نيتهم حسنة — أعطوا الوهمَ هيئة الخلاص. فكانت النتيجة: هزيمةٌ فكرية، لا تربوية فحسب، وأزمة وجودية لا تعليمية فقط. بين الظن واليقين: أزمة التوقع والتفكير لقد أخطأ الطلبة حين وثقوا في اقتراحات لا تُلزم الواقع بشيء، وأخطأ المجتمع حين علّق أمله على حفظ دون فهم، وعلى النقل دون عقل. هنا نرى ما يشبه مأساة دوستويفسكي حين قال في "الأخوة كارامازوف": «لقد أراد الإنسان أن يُحرر نفسه من ثقل الحرية فسلّم عقله إلى الآخر». هكذا سلّم الطلبة عقولهم إلى الأستاذ، لا رغبة في التعلم، بل رهبة من التفكير. والرعب من التفكير هو أول أبواب الانحدار العقلي. الفلسفة: المتهم البريء في هذه المحرقة الذهنية، وُجّهت أصابع الاتهام لا إلى النظام، ولا إلى ثقافة التبعية الف...