المرأة في عيون الفلاسفة: الحرية والوجود والمعنى"
المرأة في عيون الفلاسفة: الحرية والوجود والمعنى. يا امرأة، إن الفلاسفة حين تحدثوا عنكِ، لم يكونوا في الحقيقة يتحدثون عنك وحدك، بل عن إنسانيتهم هم. فأفلاطون حين وضعك في جمهوريته شريكة في الحراسة والحكم، كان يحلم بعدالة يتجاوز فيها الجسد ليبلغ الروح. وميل حين طالب بتحريرك، لم يفعل ذلك كمن يمنحك هبة، بل لأنه أدرك أن إنسانية الرجل تظل ناقصة ما لم تتحرري أنتِ. وبوفوار حين قالت إنك تُصنعين ثقافياً، كانت تضع إصبعها على أخطر قيد: أن الهوية قد تُفرض عليكِ قبل أن تتنفسي حريتك الأولى. حتى نيتشه، رغم حدته، لم يرَ فيك ضعفاً بل مرآةً تكشف هشاشة كل سلطة وادعاء. لكن الحقيقة الأعمق هي أنك لستِ مجرد فكرة في كتبهم. أنتِ مشروع وجودي متجدد. فلسفة المرأة ليست في أن تكون مساوية للرجل أو مختلفة عنه فقط، بل في أن تكون صانعةً لمعنى وجودها. المنطق لا يكتمل إلا حين نرى أن الحرية ليست امتيازاً ذكورياً ولا مطلباً نسوياً فقط، بل ضرورة كونية. أكتب إليكِ إذن لا لأعيد ما قيل، بل لأضيف ما لم يُقل: إنك لستِ نصفاً يكمل نصفاً، بل كياناً كاملاً يتقاطع مع كيان آخر. وجودك ليس مرهوناً بكونك ابنة أو زوجة أو أماً، بل بكونك ...