i'м ℓσsτ 🦠
« التائه »
في ذاتي أواجه تجليات اللامنتمي، ذلك الكائن الذي يتنقل في دروب الحياة كأم فقدت إبنها. أستشعر هذا الفراغ، هذا العدم الذي يسكنني، حيث لا هوية تعرّفني، ولا وطن يحتضنني. أتساءل، كيف يمكن أن تكون لي قيمة دون أن أنتمي إلى شيء، دون أن أحمل صفة أو عقيدة تعزز وجودي؟
كلما تأملت في حالتي، شعرت كأنني أطفو في فضاء شاسع من الغموض. أعيش في عالم يتسم بالتناقض، وكأنني أراقب من بعيد، متسائلاً عن مغزى كل ما يحدث. أشعر بالتشتت؛ لا أعرف أين أذهب، ولا من أكون. أستيقظ على صوت العالم من حولي، لكنه يبدو لي كصدى بعيد، كفكرة تُحاكي ذاتًا لا تزال تبحث عن نفسها.
هناك شعور عميق بعدم الانتماء، كأنني محاصر بحدود غير مرئية. الأسماء، الأماكن والدينات تتقافز أمامي، لكنها تفقد معناها. أجدني تائهًا، ضائعًا في زحام الأفكار المربكة، غارقًا في سكون داخلي يجعلني أسائل وجودي. هل يمكن أن أعيش حياة بلا معنى، بلا جوهر؟ في هذا التساؤل تكمن مأساة كينونتي، وأشعر بأنني أفتقد شيئًا جوهريًا.
مع ذلك، وفي خضم هذه الفوضى، تبرز إمكانية جديدة. قد يكون التشتت فرصة لاكتشاف حقيقة أعمق، تلك التي لا تُقيدني بالهويات السطحية. في اللحظات التي أشعر فيها بالعزلة، أكتشف شغفًا للبحث عن المعنى، عن تلك الذات غير المحدودة التي تسمح لي بالتحرر من قيود العالم. إنني أتعلم أن اللامنتمي قد يكون قمة في الحرية، حيث أستطيع أن أختار مساري وأعيد تشكيل هويتي بعيدًا عن التوقعات.
لكن يبقى السؤال معلقًا: كيف أستطيع أن أستمر في هذا البحث، وكيف أجد الجمال في هذا العدم؟ ربما تكون الإجابة في قدرتي على قبول هذا الفراغ كجزء من رحلتي. قد أكون التائه الذي يعبر بين العوالم، باحثًا عن معانٍ جديدة في زوايا الحياة، وعن نفسي في شتات الأفكار.
هكذا، أعيش وسط هذا الشعور العميق بالغربة، وأستشعر أنه في كل لحظة من الضياع تكمن فرصة للتحول. إنني أستحضر في ذهني فكرة أنني لست مجرد كائن يسير بلا هدف، بل إنني رحلة مستمرة نحو الاكتمال. هيا الذات اللامنتمية مرآة تعكس أعماقي، ومن هذا الانكسار، أبدأ في إعادة بناء وجودي في عالم يتسم بالفوضى.
🕊🖋 عزالدين خليل

تعليقات
إرسال تعليق