كيف ينبغي أن نعيش ؟

كيف ينبغي أن نعيش؟


إنها ليست مسألة أخلاق ولا واجب، بل مسألة نجاة في عالم لا يعبأ بوجودنا. أن تعيش كما "ينبغي" يعني أن تخدع نفسك، أن توهمها بأن هناك قانونًا سرمديًا يحكم الحياة، بينما الواقع لا يحكمه شيء سوى العبث والفوضى. نولد رغماً عنا، ونصارع، ثم نُسحق تحت وطأة اللامعنى. ومع ذلك، لا يكفي أن نقبل العبث، بل يجب أن نستخدمه كأداة، كسلاح.


لا تعش كما يريدون، ولا كما تتخيل أن الحياة تريدك أن تعيش. لا تبحث عن هدف جاهز، لأن الأهداف تُخترع، لا تُكتشف. لا تكن عبدًا للسعادة، فهي مثل ظلٍ يهرب كلما ركضت خلفه. ولا تكن عبدًا للمعاناة، فتمجيد الألم ليس إلا خدعة أخرى لتجميل القبح. كن سيدًا لدمارك، امسك بزمام حياتك حتى وأنت تعلم أنها تسير نحو الهاوية.


القطيع يبحث عن معنى، عن نظام، عن شيء يطمئن إليه. أما من رأى الحقيقة عارية، فإنه يضحك، يرقص على حافة العدم. أن تعيش كما "ينبغي" لا يعني أن تتبع قوانين وضعها من يخشون الحرية، بل أن تخلق قانونك الخاص، أن تعبد طريقك بشكوكك، بسخريتك، بتمرّدك.


لا تنتظر إجابة، فالحياة لا تجيب، هي فقط تستمر.


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"مأساة صبايحي وجدي وصبايحي خالد في سطيف: عندما يُسقط العنف آخر أقنعة الإنسان"

ما معنى الحياة

الوعي ليس سرًا ميتافيزيقيًا: الإنسان امتداد مادي للكون"