حقيقة الإنسان 1
رسالة إلى من يسير على حافة المعنى
أيها الإنسان،
لست فكرة عابرة في ذهن إله ناعس، ولست رقماً في معادلة كونية مكتومة.
أنت الصدع في الصخر، الصوت في الفراغ، اليقين الوحيد في عالم مُرابٍ بالاحتمالات.
إن هذه الفلسفة، التي قد تبدو لك شائكة في ظاهرها، ليست سوى مرآة حقيقية تكشف عن وجهك حين تنطفئ الأوهام.
نحن لا ندعوك للتمرد، بل للفهم؛ لا نحملك على الإيمان، بل على الوعي؛ لا نقترح عليك معنى جاهزاً، بل نحملك معولك لتشق دربك في صخور اللايقين.
لا معنى جاهزًا سينقذك. لا يدٌ خفية ستعيد ترتيب الفوضى من أجلك.
لكنك، حين تنظر في عيني الحياة دون عدسة، حين تفهم الشر لا لتتبناه بل لتحتويه، حين تقف فوق أطلال خيباتك وتبتسم كأنك في قلب المعركة، فاعلم أنك قد بدأت تدرك.
الفلسفة الواقعية الوجودية ليست فلسفة نُسخت من رفوف التاريخ.
إنها ليست كلمات في كتاب، بل صراع على جبهة الذات، فحص لجذور الأفكار، ونحتٌ مستمرّ لتمثال المعنى من حجر العدم.
كل لحظة وعيٍ تكتسبها، هي حجر في هذا البناء.
وكل خيبةٍ تُفهم، هي باب جديد.
وكل فكرة لا تحتمل المحكّ، هي وهم يجب أن يُحطم.
في النهاية،
لسنا هنا لنكتب عنك…
نحن هنا لنوقظك لتكتب أنت نفسك.
#الفلسفة_الواقعية_الوجودية
#خليل_عزالدين
#الوعي_هو_الخلاص
تعليقات
إرسال تعليق